الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

أنتَ [ متميز] ..

,
.





في داخل كل منا مبدع متواري ، هذه حقيقة لا جدال فيها ، ولكن القمع والتجاهل 

والتهميش الذي نواجهه من المجتمع هو السبب الذي جعلنا بهذه البساطة , واستسلامنا 

أيضاً وتبني الإعتقاد الذي يتداولونه أننا ضعفاء وأننا جيل لا يصلح لشيء , هذا ما 

أوهننا !

ولكن تذكر , أنكَ متميز , كلنا كذلك , وإن كانت الطرق التي تجعلك كذلك بسيطة 

ومحدودة إلا أنك وبالرغم عن كل شيء/أحد متميز !



التميز فطرة ، وكلنا متميزون بطريقتنا الخاصة ، يكفي أنكَ لا تزيد هذا العالم الحزين 

سوءً ، هذا يجعلك متميز بطريقة طيّبة وبدون جهد ..



أنتَ متميز بابتسامتك , بطيبتك , بأخلاقك , بعلمك , بإهتمامك بكل العابرين في حياتك 

, بحرصك حتى هذه اللحظة على إسعاد غيرك ..

يوجد من لا يحرص إلى على سعادة نفسه  العالم المجنون مليئ بالأنانية !



أنتَ متميز لأنكَ تقاوم ، لأنكَ لا تستسلم ، لأنك تحاول وتحاول وتحاول ولا تهتم بالفشل 

واليأس , لأنكَ تريد أن تتقدم وتريد أن تبني لكَ مجداً يرفع من قدر نفسك ومن قدر 

وطنك ..

أنتَ متميز لأنكَ تقف في وجه الناس المحبطين وتخرس أفواههم بتفوقك ونجاحك !



أنت متميز بكل الأشياء البسيطة التي تزاولها يومياً دون وعي ، كأن تقبل رأس والدتك 

صباحاً وتطلبها أن تدعو لك , وأن تحضر القهوة لصديقك المشغول دون أن يطلبها , 

وأن تبتسم في وجه عامل النظافة المتعب , وأن تجد حلاً لمشكلة صديقك الآخر , وأن 

تذكر أخيك الصغير بحلوى ..



أنتَ متميز لأنك طيّب وتسامح وتنسى وتحب بصدق ..

أنتَ متميز لأنكَ لا تحقد ولا تكره ولا تضمر الشر للبشر ..

أنتَ متميز بـ"جيناتك" التي لا تشبه أحداً آخر على وجه هذه الأرض , وهذا يكفي !



أنتَ متميز قطعاً ولا جدال في هذا الأمر , فلا تستمع أبداً لأحاديث اليائسين ، هذا العالم 

كله قد يتغير بك ، نعم , يتغير بك , وبسببك , وبإرادتك وتصميمك ..

وتذكَّر لا شيء مستحيل أبداً ..









الخميس، 27 سبتمبر 2012

الإنسانية قبل كل شي ..


,
.


الدرس القاسي الذي تعلمته اليوم :

قبل أن تفكر في المريض بمهنية وبأن حالته مهمة ويجب عليك أن تتعلم منها عليك أن تفكر قبلاً بإنسانية وبأن هذا المريض المنكسر أمامك فقد أعز ما يملك , فقد صحته , وقد تتغير حياته للأبد بسبب هذا , فكر بتعاطف أولاً وقبل كل شي ..




يوم الأثنين :

الدكتورة حدثتنا عن حالة "مهمة" سنستفيد منها كثيراً وسنقوم بدراستها ومتابعتها وستقوم  هي بتقييمنا عليها لاحقاً فتوجهنا إلى غرفة المريض يملؤنا الحماس , وجدناه ممدد على سريره غارق في نوم أشبه ما يكون بالغيبوبة ولا يشعر بشي , سألنا أخوه عنه فقال لنا أنه كان ضحية حادث مروري هو وابنه , ولأنه كان خائف على ابنه وحاول أن يحميه بجسده فقد أصيب في رأسه بضربة أدت إلى انكسار الجمجمة , الموقف كان مؤثراً خصوصاً أنه حاول حماية ابنه ونجح في هذا وخرج ابنه من الحادث سليم معافى ..
تأثرتُ بالموقف لدقائق فقط ثم اندمجتُ في محاولة التعلم من شرح الدكتورة ومن آثار الحادث الواضحة على المريض وهكذا غاب فيني حس الإنسانية وأنا أنظر للمريض مجرد حالة مهمة لدراستي لا أكثر ..


الأربعاء :

عدنا إلى المريض لنكمل ما بدأنا ونسأل عن حالته ففوجئنا به عند دخولنا يجلس على كرسي متحرك !
ثم تحدث فصدمنا أكثر , آثار الحادث كانت تبدو واضحة على وجهه وعلى حديثه وعلى نظراته وعلى تصرفاته كلها , الرجل لم يعد كما كان , الكسر الذي في جمجمته أصاب جسده كله بالفتور وأثر في مخه وأعصابه , وقفنا أمامه جميعنا دون أن نستطيع أن نقول شيئاً , ماذا نقول ؟ نحن جئنا لنكمل تعلمنا عليك وعلى مصيبتك ؟ أم نحن جئنا لأننا نريد أن نسأل عن حالك الذي بدا جلياً أمامنا أنه ليس على ما يرام ؟ قلنا القليل من الجمل الباهتة , الحمد لله على سلامتك , كيفك اليوم يا عم ؟ جئنا نتطمن عليك , آسفين للإزعاج , مع السلامة ..
ثم خرجنا , ليس كما دخلنا ..
أنا أردتُ ان أبكي في وقتها لأن هذا المريض الذي كنا مهتمين به لنتعلم من علّته أفاق اليوم وهو ليس بخير , أفاق وهو يعتقد أنه لن يعود لحياته الطبيعية أبداً , أفاق وهو يائس ومحطم وحزين , لم أشعر بالخجل وقتها , شعرتُ بشيء أكبر ..

الدرس القاسي الذي تعملته اليوم جعلني أبحث عن إنسانيتي في داخلي طويلاً وأسأل نفسي لماذا كنتُ بهذه  التفاهة ؟ لماذا لم أشعر قليل من التعاطف ؟ ثم أصبتُ بالخوف عندما فكرتُ أنني قد أفقد إحساسي تماماً في السنوات القادمة بعد أن أرى الكثير من المرضى وبعد أن أعتاد على هذا فينضب في داخلي الإحساس , سأدعو الله كل ليلة أن لا أكون عديمة الإهتمام أبداً مهما طالت بي السنوات ومهما قابلت من المرضي والحالات ..

أنا موقنة أني لن أنسى هذا اليوم أبداً وسوف يذكرني هذا المريض دوماً بأن مهمة الطبيب أولاً وقبل كل شيء هي الإحساس بمعاناة المريض وبالتعاطف معه ثم محاولة حل مشكلته ومعالجته ..



رسالة إلى العم علي :

أنا آسفة , أنا آسفة , أنا آسفة ..
أتمنى أن تشفى وتكون بخير قريباً ..




رسالة إلى ابن العم علي :

والدك كان مسعتداً لكي يضحي بحياته من أجلك فلا تنسى هذا ما حييت واجعل من نفسك أهلاً لهذه التضحية ..



رسالة إلى أبي :

أحبك جداً والله , أحبك جداً ..




-انتهى-



السبت، 22 سبتمبر 2012

مسودة الكتاب ..!


,
.




هذه هي مسودة الكتاب الذي سيظهر للنور قريباً ..
أشعر برهبة عندما أفكر أني سأترك صغيري لوحدة ليواجه هذا العالم الشاسع ولكني موقنة أنه سينجح لأنه مكلل بدعوات الأحباء والأصدقاء ..!

سأدرج أخباره هنا وفي كل مكان إذا جد جديد ..

ممتنة لكل من سأل ..






الخميس، 20 سبتمبر 2012

عطرك الهدية ..!



,
.








طفلتكَ الصغيرة التي كنتَ تحملها على عنقك وتدور بها وأنتَ تضحك ، طفلتكَ الصغيرة تلك كبرت ، كبرت جداً ، وما عادت تضحك ..!




.،،.




زفاف ابنتي ، والكون كله لأجلها يضحك ، وفي قلبي الصامت حزن أحمق لفراقها ، ابنتي الصغيرة التي ألقمتها الحب في المهد سيأخذها مني رجل آخر ، ربما سيحبها ، ولكنه لن يحبها قط كما أفعل ..!




.،،.




لا زلتُ أذكر الهمسة الرقيقة التي علقتها بالقرب من أذني وأنتَ تبتسم ، قلتَ لي ..
- أنا سأتزوج وأنتِ سترتدين الحجاب ، ستصبحين امرأة جميلة جداً ..
وكدتُ أن أبكي ثم تعلقتُ بك ورفضتُ أن أتركك فقلتَ لي أنك ستهديني هدية أخيرة ، ولكن هذه المرة ستكون هدية تليق بالفتاة الجميلة التي أصبحتها ولا تليق بالطفلة التي كنتها ..
وكانت الهدية هذا العطر العميق ، العطر ذاته الذي لم أضع على جسدي غيره منذ أن عرفته ، العطر ذاته سأهديه ابنتكَ في زواجها هذه الليلة وأنا حامل بطفلي الأول ..




.،،.




قالت لي زوجتي بعجب أن ابنة عمي قدمت عطر كهدية لابنتي !
انقبض قلبي وأنا أراها تقلب العطر بين يديها وتسخر من هذه الهدية المتواضعة ، كانت تقول أن الهدايا التي جاءتنا غالية الثمن إلا هذ العطر البسيط ، هي لم تعرف أن العطر كان هدية لي وليس لابنتي ، ولم تكن تعرف أني اكتشفتُ في هذه اللحظة أنه أثمن من كل شي في هذه الدنيا ..!




.،،.




الزفاف الصاخب انتهى وتركني زوجي لأقضي الليلة مع أهلي في بيت جدي ، وهناك تقابلنا ..
للوهلة الأولى ظننتُ أني مخطئة ولكن العطر الذي أخرجتَه من جيبك وأنتَ تنظر لي جعلني انتفض من مكاني وأتبعك إلى المجلس الخارجي ..
- ماذا تريد ؟
قلتها وأنا أرتجف فرددتَ وأنت تبتسم بلين ..
- كبرتِ !
- كبرتُ منذ اللحظة التي اهديتني فيها هذا العطر ..
- كنتُ أعتقد أنني أحبكِ كابنتي ..
- كنتُ أعلم أني أحبكَ ليس كأبي ..!
- ولكن مضى الزمان ..
- لن يتغير شيء الآن ..
قلتُ هذا وأومأتُ مبتسمة ثم انصرفت ..



.،،.



فجر اليوم التالي طفلتي الجميلة أحضرت إلى الدنيا صبياً جميلاً مثلها قالوا لي أنها اسمته باسمي وعندما سألتُ عن السبب قالوا أنها تقول أنها تريد أن يكون ابنها مبارك مثلي ، وطيب مثلي ، ورقيق مع الكل مثلي ..!

هكذا كسرتني طفلتي ..!



.،،.




الأحد، 25 مارس 2012

الأماني المُعلّـقة ..!

,
.





عندما كانت الأمنيات - أمنياتنا - سلسة كالطفولة كان من السهل علينا أن نتخيل سلّم حبٍ صاعد إلى السماء نتسلقه كل ليلة ونتخيّر قبل ذلك بريق نجمةٍ نعلق عليها الأماني ونهبط نتضاحك حيث أرضُ البشر وكأنها لا تعنينا ، نتبادل ابتسامات تقول أن "الموعد غداً" ثم نفترق ..!


~*~


ثم تدور الدنيا وينكرنا اللقاء وتأتي ليلة شديدةُ القتامة شديدةُ الصمت شديدةُ البكاء ، ونتقابل في جوف الظلام تحدُّنا الرهبة من كل الجهات ونبحث عن نجمة أو بريقها فلا نجد ، نلتصق بنا ونبحث في قلوبنا عن البريق الذي اختفى ولا نفترق ..
ويأتينا صوتٌ من بعيد " النجوم انطفأت وهذا هو اللقاء الأخير "


~*~


كلُ الأماني الصامتة التي لا يعرفها أحد لو صعدتُ إلى السماء لوجدتٌها هناك ..
كل ليلة قبل أن أغمض عيني أتخيل البقعة الطيبة المعزولة عن العالم التي أخفت أسرارنا عن الدنيا ، أتخيلها وقد بادت ، ربما غادرت إلى أرض أخرى وربما استغلها أحدهم وبنى عليها مسكنه وربما اتخذها الأموات مقبرة لهم وربما بعد كل هذا الزمن لا زالت كما أفعل أنا " ننتظرك "


~*~


سامح الله الود القديم ، لو يعتقني فقط ، لو يسقطني من زمرة الأوفياء ، لو يعلقني بنجمة وينساني ، لو تخونني الذاكرة يوم واحد فقط ، لما كان البؤس حالي !


~*~


القبلة الأخيرة التي أودعتها قلبي ، والدمعة الأخيرة التي مسحتها من على وجهي بيد ترتجف ، والابتسامة الأخيرة التي ألحقتها بالوداع الميت ، والانكسار الأخير الذي تبع رحيلك ، والشهاب الساقط من السماء غير قريب ، هذا المشهد الأخير أُلملِمُه بحذر وكأني أخشى أن يبتلعني ثم أرفقه بالابتهالات إلى السماء ..
يا ربي هذه أمنية أخرى 
، أريدُ أن أنسى !



~*~


بالرغم من الأشجان التي تنامت في روحي منذ أن رحلتَ ، وبالرغم من شدة وطأة الفراق والكره الذي يأخذني على حين غرة تجاهك ، وبالرغم من الألم الذي يستغل وهني حين أشتاق إليك ، بالرغم من كل هذا أنا أسامحك ..
هه ، وكأنك تعرف !


~*~


الحنين يقتل ، والحزن يقتل ، والأماني العاجزة تقتل ، والبعد عنك يقتل ، ومع هذا ، أنا لا زلت حية !
الحُمق الذي يدفعني لانتظارك بذل يقتل أيضاً .. !


~*~


البقعة ذاتها التي ضمت الود القديم ، سأقصدها يوماً ما ، سأنتهي منك هناك ، سأترك أمنية واحدة ورائي : أن لا أراك أبداً ، ثم سأعلق لوحة كبيرة جداً وسأكتب عليها " أرض للحب ، وللبيع " وسأمضي ..
وقد لا أفعل أي من هذا ، ربما سأقصدها لأرتبها وأزيل ما علق بها من أذى السنين الراحلة وأجدد العهد بيننا ولن أمضي !


~*~


والأمنية ذاتها التي ما فتئتُ أعلقها على النجوم كل ليلة منذ رحيلك لا زلتُ حتى هذه الليلة أتمناها بذات الحزن وبذات الصدق وبذات العشق ، قلتَ لي في اللقاء الأخير أن الموعد الجنة ، وكانت هذه هي أمنيتي الأبدية التي لن تنطفئ كما انطفأ كل شيء " أن يجعل الله موعدنا الجنة "


~*~


يارب الأماني ...........


~*~