,
.
*لا أدري ماذا اكتب ،،أنا التي ما عجزت عن كتابتك قط ،،
الآن - فقط - أعجز حتى عن قرائتك ،،
انظر ،،
كم هي المسافات التي تفصلنا :
طويلة ،،
قاسية ،،
قاحلة ،،
و انظر كم نحن ملتصقان و يدك تضم يدي ،،
كيف اجتمعت كل هذه الغربة و كل هذا الحنان ؟!
أنا لا أفهم ،،
سرقني ذات يوم غرق في ( بركة ) لم أكن أجيد السباحة بها ،،
و كنت اتخبط غارقة ،,
فلمحتني ،،
و لكنك لا تجيد السباحة ،،
و لأنك تريد أن تنقذني فقد قفزت بجواري ،،
غصت في الأسفل ثم اجلستني على كتفيك ،، و رفعتني ،،
كنت آنذاك منشغلة باسترداد أنفاسي بعد الموت ،،
و غافلة عنك أنت الذي تغرق تحتي لتنجيني ،،
لحقنا الناس و أنقذونا ،،
إثر ذلك فقدت أنت القدرة على السمع ،،
ولكن لم يكن لسمعك من أهمية ,,
كانت لأعيننا أذان تكفينا ،،
أين غدت الآن ؟
و رددتها لك ،،
إذ شب في منزلنا حريق فجأة و حاصرنا في الداخل ،،
و كان يفصلنا عن باب الخروج خشب متضعضع إن عبره شخص و النار تلتهمه سقط و أسقط المنزل فوقنا ،،
و كنت خائفة أن اخبرك فتجبرني أن اخرج و تبقى أنت ،،
لذا تراجعت للخلف بصمت ثم ركضت نحوك دافعة إياك خلال الخشب للخارج ،،
و ما إن فعلت ذلك حتى هوى المنزل فوق رأسي ،،
إثر هذا الحدث فقدت القدرة على النطق ،،
ولكن لم يكن لنطقي من أهمية ,,
كانت لأعيننا أحاديث تكفيني ،،
أين غدت الآن ؟
كانت أعيننا تغنينا عن حديثي إليك أو سماعك لي ،،
كنا لا نتحدث ولا نسمع ،،
كانت أعيننا من تفعل ذلك ،،
أين غدت تلك الأيام الآن ؟
و أين غدت تلك الأحاديث ؟
أين ؟
أعلم أنك تحبني ،،
و أنت تعلم أني أحبك ،،
و لكن ثمة أشياء تحصل لا أستطيع تفسيرها ،،
سنفترق غدآ ،،
سأسكن ذات المكان الذي فقدت أنت فيه سمعك ،،
و ستسكن أنت بجوار المنزل المحترق الذي فقدت فيه نطقي ،،
سنفعل هذا لأجل أن نستدر الحب الذي في قلوبنا ،،
لأجل أن أعلم كم كنت تحبني و كم كنت أحبك ،،
وحين نلتقي - يا عزيزي - كلي يقين أنه سيكون لأعيننا حديث ،، آخر ،،
لمحة :
لأجل أن لا تبتعد عنهم ،، تذكر الذي فعلوه لأجلك ،،